شهد حي البيتات في منطقة يعقوب المنصور بالعاصمة الرباط، مساء الثلاثاء، اشتباكًا عنيفًا بين مجموعة من المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، تطور إلى تبادل للضرب واستعمال أسلحة بيضاء، ما أثار حالة من الهلع وسط الساكنة. ووفق مصادر محلية، تعرض أحد المتورطين في العراك لطعنة خطيرة على مستوى القلب بواسطة ساطور، استدعت نقله بشكل عاجل إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة.
الحادث خلّف حالة استياء واسعة بين سكان الحي الذين طالبوا السلطات الأمنية بتكثيف دوريات المراقبة وضبط تحركات بعض المهاجرين غير النظاميين، خصوصًا في المناطق التي تعرف تجمعات مكثفة لهم. ويقول أحد السكان في تصريح لموقعنا: “لم تعد هذه الحوادث معزولة، أصبحنا نعيش توترًا دائمًا بسبب الشجارات المتكررة وغياب شعور بالأمان ليلاً”.
تعاني العاصمة الرباط وعدة مدن مغربية أخرى من ارتفاع ملحوظ في أعداد المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، نتيجة موقع المغرب القريب من أوروبا وسعي المهاجرين للوصول إلى الضفة الأخرى. وبحسب معطيات رسمية من وزارة الداخلية، يُقدّر عدد المهاجرين غير النظاميين في البلاد بعشرات الآلاف، ما يشكل تحديًا أمنيًا واجتماعيًا متزايدًا للسلطات.
في السنوات الأخيرة، كثّفت المصالح الأمنية حملات لضبط أوضاع المهاجرين غير النظاميين والحد من التجمعات غير القانونية في الأحياء السكنية، إضافة إلى إطلاق برامج لتسوية وضعية المهاجرين إداريًا وتوفير بدائل للإدماج الاجتماعي. غير أن مراقبين يرون أن غياب حلول مستدامة لتوفير السكن وفرص العمل للمهاجرين يجعل بعضهم ينخرط في سلوكيات عنيفة تؤدي إلى أحداث مثل تلك التي شهدتها يعقوب المنصور.
الحادث يعيد إلى الواجهة النقاش العمومي حول ضرورة وضع سياسة هجرة أكثر صرامة تضمن حفظ الأمن والاستقرار في الأحياء السكنية، مع مراعاة الجوانب الإنسانية وحقوق المهاجرين. ويرى خبراء أن الحل يكمن في تعزيز التعاون مع بلدان المنشأ، وتكثيف برامج الإدماج والتوعية، بالتوازي مع فرض قوانين صارمة لردع السلوكيات الإجرامية.