نظمت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حدث رفيع المستوى حول موضوع “لنعمل سويا لتقليل المخاطر وبناء مستقبل مرن”، ثم تسليط الضوء فيه، على إستراتيجية المغرب لتدبير مخاطر الكوارث الطبيعية (2020-2030).
المغرب ملتزم بالعملية الأممية الرامية إلى الحد من مخاطر الكوارث
أشادت المسؤولة الأممية بالتزام المغرب بالعملية الأممية الرامية إلى الحد من مخاطر الكوارث، وتسلمت نسخة من التقرير الوطني المغربي الخاص باستعراض منتصف المدة لإطار “سنداي”.
ويهدف إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث، وهو اتفاق تاريخي تم التوصل إليه في 2015، إلى الحد من الأضرار والخسائر والوفيات الناجمة عن المخاطر الطبيعية وتلك المترتبة عن الأنشطة البشرية، بحلول نهاية العشرية.
وتحضيرا لهذا الاجتماع رفيع المستوى، كان المغرب قد استضاف في 2021 المنتدى الإقليمي العربي الخامس للحد من مخاطر الكوارث، الذي تم تتويجه باعتماد إعلان الرباط، والذي جدد التأكيد على الحاجة إلى تسريع تنفيذ أهداف إطار “سنداي” والاستراتيجيات العربية ذات الصلة.
وفي مداخلة خلال المناقشة العامة لاجتماع الأمم المتحدة حول إطار “سنداي”، أكد السيد عبد الله نصيف ، مدير تدبير المخاطر الطبيعية بوزارة الداخلية، ، أن المغرب اعتمد استراتيجية وطنية لتدبير مخاطر الكوارث الطبيعية تغطي الفترة 2020-2030، عبر إشراك جميع الفاعلين، سواء على المستوى المركزي أو المحلي، وكذا الساكنة والفاعلين الاقتصاديين والأكاديميين.
الرؤية الاستشرافية لصاحب الجلالة من اجل إرساء حكامة مؤسساتية في مجال تدبير مخاطر الكوارث تحت
و اشار ذات المتحدث، أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 25 مارس 2004، عقب زلزال الحسيمة، شكل نقطة تحول أبرزت ضرورة تبني مقاربة استشرافية ومندمجة في مجال تدبير المخاطر الطبيعية، و تابع انه تم إحداث مديرية لتدبير المخاطر الطبيعية على مستوى وزارة الداخلية، مبرزا أن المغرب يعمل على إحداث لجنة وزارية للحد من هذه المخاطر، تتولى بالأساس تعزيز التعاون القطاعي والإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية.
و شدد ذات المصدر ان المملكة عملت على إرساء حكامة مؤسساتية في مجال تدبير مخاطر الكوارث، لا سيما من خلال إحداث صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية، واعتماد برنامج للتدبير المندمج لمخاطر الكوارث الطبيعية.، و اضاف، أنه منذ سنة 2015، تم دعم 277 مشروعا وقائيا، بتكلفة إجمالية تفوق 400 مليون دولار، ساهم فيها الصندوق المذكور بالثلث.
تعزيز التعاون جنوب-جنوب مع البلدان الإفريقية والعربية في إطار تدبير مخاطر الكوارث
وتطرق السيد نصيف للإجراءات مكافحة كوفيد-19، مسجلا أن المغرب اتخذ، تحت القيادة والتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الإجراءات اللازمة للحد من تفشي الجائحة والتخفيف من تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية، من بينها إحداث لجنة استشارية علمية، وإحداث صندوق خاص بتدبير الجائحة، فضلا عن إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح بالمجان لفائدة جميع المواطنين والمقيمين.
كما أكد التزام المغرب، وفقا للتوجيهات الملكية السامية، من أجل تعزيز التعاون جنوب-جنوب مع البلدان الإفريقية والعربية، في أفق تسريع تنفيذ استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية.
وتقاسم الوفد المغربي التجربة الوطنية في إطار العديد من الورشات التفاعلية، همت على الخصوص التدبير المحلي لمخاطر الكوارث، والحد من مخاطر الاستثمار من أجل التنمية المستدامة، وإعادة تشكيل النظام المالي العالمي لتعبئة موارد تنفيذ أهداف إطار “سنداي”.