حققت صادرات المغرب من الأفوكادو رقمًا قياسيًا غير مسبوق في موسم 2025، متجاوزة للمرة الأولى عتبة 100,000 طن، حسب تقرير منصة “إيست فروت” المختصة بالبيانات الفلاحية. وتراوحت الكميات المصدّرة ما بين 100,000 و110,000 طن، ما يجعل هذا الموسم ثاني عام على التوالي يشهد فيه المغرب نموًا قياسيًا في هذا القطاع الحيوي.
أرجعت المنصة هذا الإنجاز إلى الظروف المناخية المستقرة التي ميزت الموسم، حيث لم تسجل عواصف أو رياح عنيفة، مما سمح بإنتاج ثمار كبيرة الحجم ذات جودة عالية. وقد عزز ذلك من التنافسية المغربية في الأسواق الخارجية، رغم التحديات المرتبطة بتراجع الأسعار العالمية نتيجة وفرة المعروض وزيادة المنافسة.
تشهد أسواق الأفوكادو العالمية تغيرات ملحوظة، حيث أدى تزايد الإنتاج في دول مثل بيرو، المكسيك، وكولومبيا إلى انخفاض الأسعار في الأسواق الأوروبية والأمريكية. وفي إيطاليا، تسبب تدفق أفوكادو “هاس” من بيرو في ما يشبه “حرب أسعار”، بينما شهد صنف “بينكرتون” إقبالاً متزايدًا. أما إسبانيا وألمانيا، فقد سجلتا ارتفاعًا كبيرًا في الاستيراد، خاصة من المغرب وبيرو.
ورغم وفرة الكميات المعروضة، لا يزال الطلب قويًا، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث تلعب الجودة وسرعة التوصيل دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهات السوق. في فرنسا، على سبيل المثال، سجل الطلب على أفوكادو “هاس” استقرارًا، فيما تشهد أمريكا الشمالية استهلاكًا مستمرًا مدفوعًا بمناسبات مثل “سينكو دي مايو”، مع توقعات باستمرار الطلب خلال الصيف.
تتسابق عدة دول على تعزيز مواقعها في سوق الأفوكادو العالمي، إذ أعلنت المكسيك، المنتج الأكبر عالميًا، عن زيادة مرتقبة بـ5% في إنتاجها، في حين توجهت بيرو نحو أسواق آسيا لتخفيف فائضها. وتسعى كولومبيا إلى التوسع عبر ميناء جديد، بينما سجلت الصين وجنوب أفريقيا تقلبات في الأسعار بسبب تغيّرات في العرض. ويبقى المغرب من أبرز الرابحين في هذا المشهد، مستفيدًا من موقعه الجغرافي وجودة إنتاجه.