رغم أن تاريخ الكرة الذهبية لم يعرف تتويج أي ظهير بالجائزة الأرفع في عالم كرة القدم، إلا أن النجم المغربي أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جرمان، بات مرشحًا جديًا لكسر هذه القاعدة، بفضل أدائه الاستثنائي خلال موسم 2024-2025، وبروزه اللافت في كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة.
أداء ثابت وموسم مثالي
على عكس زميله الفرنسي عثمان ديمبيليه الذي قدم مردودًا هجوميًا مميزًا منذ بداية السنة، حافظ حكيمي على مستوى عالٍ وثابت من الأداء من بداية الموسم حتى نهايته. اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا جسّد النموذج المثالي للظهير العصري؛ بسرعة فائقة، وقدرة بدنية عالية، وتمريرات دقيقة، وعرضيات متقنة.
وفي تصريح سابق، أكد حكيمي:
“إنها نعمة من الله، هذه القوة على التحمل تعود للجهود الطويلة. لديّ مدرب شخصي وأخصائي تغذية، ومدربي عرف كيف يدير وقت لعبي”.
دور تكتيكي جديد مع لويس إنريكي
تميّز حكيمي هذا الموسم أيضًا بدوره التكتيكي المتقدم، حيث تحوّل من ظهير تقليدي إلى لاعب وسط متقدم، يسهم في بناء الهجمات ونقل الكرة إلى المساحات المناسبة، بتوجيه من مدربه الإسباني لويس إنريكي.
وقد قال حكيمي بهذا الخصوص:
“يُقدّم لي لويس إنريكي مستوى لعب لم أتخيله من قبل؛ يُمكنني أن أكون لاعبا متكاملا، وهذا ما ساعدني على تحقيقه”.
من جهته، لم يتردد لويس إنريكي في الإشادة به قائلاً:
“لم أرَ ظهيرا أيمن أفضل منه، يتمتع بإمكانيات هائلة وما زال لديه مجال واسع للتطور”.
أرقام مبهرة وإنجازات فردية
أنهى حكيمي موسمه برصيد 11 هدفًا و14 تمريرة حاسمة خلال 52 مباراة، وهو رقم كبير بالنسبة للاعب في مركزه. تألقه في كأس العالم للأندية كان لافتًا، حيث سجل هدفين بارعين أمام سياتل وإنتر ميامي، واختير رجل المباراة في الأخير.
وفاز في نهاية الموسم بجائزة “مارك فيفيان فويه” المخصصة لأفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي، والتي تُمنح بناء على تصويت لجنة تضم 100 عضو من قبل إذاعة فرنسا الدولية وقناة فرانس 24.
حضور قيادي ومكانة متصاعدة
حكيمي الذي يشغل منصب نائب القائد في باريس سان جرمان، جدد عقده في نوفمبر 2024 ليستمر مع النادي حتى عام 2029، مما يعكس ثقة النادي في قيمته الفنية والقيادية داخل غرفة الملابس.
كما شارك في أولمبياد باريس 2024، وكان من بين أبرز لاعبي المنتخب المغربي الأولمبي.
تحديات ومتابعة قضائية قائمة
في الجانب الآخر من مسيرته، ما زال حكيمي يخضع لتحقيق قضائي فتح يوم 3 مارس 2023 على خلفية تهمة اغتصاب وجهتها له سيدة في بولون-بيانكور. التحقيق لا يزال مفتوحًا، ويؤكد المصدر القانوني أنه لم يصدر حتى الآن أي قرار نهائي في القضية.
هل يصبح أول ظهير يُتوّج بالكرة الذهبية؟
من المرتقب أن تُمنح جائزة الكرة الذهبية يوم 22 شتنبر 2025، وفي ظل قلة المدافعين المتوجين بالجائزة على مر تاريخها، يُعد ترشح حكيمي – كلاعب ظهير – حدثًا استثنائيًا. ويبقى السؤال المطروح: هل يتمكن الدولي المغربي من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، وإعادة تعريف دور الظهير في كرة القدم العالمية؟