في تصريح ناري يؤكد تصاعد وتيرة الصراع في قطاع غزة، توعد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، الجيش الإسرائيلي بتكبد خسائر إضافية يومياً، وذلك في أعقاب تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملية كمين مركبة في بيت حانون، شمال القطاع، أسفرت عن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم حالات خطيرة.
عبر قناته الرسمية في تطبيق “تليغرام”، أكد أبو عبيدة أن “معركة الاستنزاف التي يخوضها مجاهدو القسام من شمال القطاع إلى جنوبه ستكلف جيش الاحتلال ثمناً باهظاً”، مضيفاً أن ما حصل في بيت حانون “ضربة قوية لهيبة جيش الاحتلال الهزيل، ووحداته النخبوية التي اعتقدت أن الميدان بات آمناً”.
وأشار المتحدث العسكري باسم القسام إلى أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإبقاء قواته داخل غزة “يمثل مقامرة غبية”، محذراً من أن استمرار التوغل العسكري سيقود إلى نتائج أكثر خطورة على الجيش الإسرائيلي، بل وفتح الباب أمام إمكانية وقوع جنود إسرائيليين في أسر المقاومة مجدداً.
وفي ظل تعثر المفاوضات السياسية، يُمثل هذا التصعيد الميداني رسالة واضحة من المقاومة بأنها ما زالت تمتلك القدرة على المبادرة، وفرض معادلات جديدة رغم مرور أكثر من 640 يوماً على بداية العدوان.
وتأتي هذه التصريحات وسط مناخ إقليمي ودولي متوتر، مع استمرار المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، ووجود مؤشرات متضاربة حول احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى.
رسائل أبو عبيدة لا تحمل فقط تهديدات عسكرية، بل تكشف كذلك عن ثقة متزايدة في قدرات المقاومة، التي تعتبر أن صمود الشعب الفلسطيني هو حجر الأساس في تغيير المعادلات وفرض قواعد اشتباك جديدة في وجه آلة الاحتلال.