دراسة علمية حديثة أنجزها باحثون من جامعتي ابن طفيل والحسن الأول، ونشرتها مجلة دولية محكمة، عن علاقة سلبية واضحة بين التغيرات المناخية من جهة، والإنتاجية الزراعية والصحة العامة من جهة أخرى في الدول النامية، من بينها المغرب.
وقد اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات ممتدة لـ21 سنة (2000–2021) تغطي 20 دولة من أربع قارات، باستخدام نموذج اقتصادي متقدم يُعرف بـPanel-ARDL، لقياس التأثيرات المترابطة بين الانبعاثات، الإنتاج الزراعي، وصحة الأطفال.
وخلافاً لما يُعرف بنظرية “تسميد الكربون”، التي تفترض أن ثاني أكسيد الكربون قد يعزز نمو النباتات، أظهرت النتائج أن ارتفاع انبعاثات CO2 مرتبط بانخفاض الإنتاج الغذائي، وزيادة حالات تأخر النمو والتقزم لدى الأطفال.
وأشارت الدراسة إلى أن الأراضي المزروعة بالحبوب تؤثر إيجاباً على الإنتاج الغذائي، لكنها ترتبط في نفس الوقت بزيادة نسب التقزم، ما يعكس تحديات جودة الإنتاج الغذائي. وبالتالي، أوصى الباحثون بالتركيز على تحسين الإنتاجية بدل توسيع المساحات المزروعة فقط.
الدراسة دعت إلى اعتماد مجموعة من الإجراءات، أبرزها، دعم الزراعات الذكية مناخياً وتعزيز النظم الصحية والغذائية، إضافة إلى تطوير آليات الإنذار المبكر والتدخل السريع وتوفير شبكات حماية اجتماعية للفئات الأكثر هشاشة، إلى جانب تخفيض الانبعاثات وتعزيز الكفاءة البيئية للقطاع الزراعي
وتتوافق نتائج هذه الدراسة مع ما أشار إليه تقرير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) سنة 2023، الذي أكد أن التغير المناخي يؤثر سلباً على أنظمة الزراعة والغذاء والصحة في إفريقيا وآسيا. كما ربط تقرير منظمة الصحة العالمية (WHO) بين التغير المناخي وارتفاع حالات سوء التغذية لدى الأطفال.