في خطوة نادرة جسدت معاناة التهميش، قطعت ساكنة آيت بوكماز بإقليم أزيلال أزيد من 80 كيلومتراً مشياً على الأقدام من جماعة تبانت نحو مقر العمالة، رافعة شعار “انتفاضة الكرامة والعدالة المجالية”. وامتدت المسيرة عبر طرق وعرة، حيث قضى المحتجون ليلة كاملة في العراء بجماعة آيت امحمد، في رسالة قوية إلى الجهات الرسمية بضرورة التحرك العاجل.
في مشهد وصف بأنه بداية لتغيير في أسلوب التعاطي مع الاحتجاجات، استقبل عامل الإقليم وفداً مكوناً من 28 عضواً يمثلون لجنة تنظيم المسيرة، وعقد معهم اجتماعاً مطولاً خلُص إلى تقديم وعود فورية، أبرزها ربط جماعة تبانت بشبكة الأنترنت، وتعيين طبيب استعجالياً، وتسريع تسليم تراخيص البناء في ظرف 10 أيام كحد أقصى.
وقد تعهد العامل أيضاً بزيارة ميدانية إلى تبانت يعقبها لقاء رسمي مع المسؤولين والمنتخبين، للوقوف ميدانياً على الوضع وتنفيذ الوعود. كما تم الاتفاق على إدراج مشروع بناء ملعب للقرب ضمن المخطط التنموي، وهو مطلب طال انتظاره من شباب المنطقة.
وعبّرت اللجنة الإعلامية للمسيرةفي بلاغ رسمي، عن امتنانها لكل المتضامنين، واعتبرت المسيرة لحظة وعي جماعي بحجم التهميش الذي تعانيه مناطق الظل. منصات التواصل الاجتماعي شهدت سيلاً من التدوينات والصور الداعمة، فيما دعت شخصيات سياسية ومدنية الحكومة إلى الاستجابة الفورية لمطالب السكان الجبلية.
شمل الملف المطلبي بنوداً أساسية كتقوية البنية التحتية، وتوفير النقل المدرسي، وتعزيز الخدمات الصحية، وتوسيع شبكات الاتصال، وبناء مؤسسات تعليمية وتكوينية. كما طالبت الساكنة بإحداث سدود تلية تحمي المنطقة من الفيضانات الشتوية المتكررة. ورغم العودة، أكدت الساكنة أنها ستظل يقظة، وستلجأ للاحتجاج مجدداً إن لم تُنفذ الالتزامات المعلنة.
