في إطار جهود وزارة الصحة والحماية الاجتماعية للحد من المخاطر الصحية الموسمية، أُعلن عن انطلاق أسبوع وطني للتوعية بمخاطر لدغات العقارب والأفاعي تحت شعار “لنحمي أنفسنا من التسمم بالأفاعي والعقارب”، وذلك خلال الفترة من 1 إلى 8 يوليو 2025. تأتي هذه المبادرة في وقت تعرف فيه عدة مناطق مغربية، خصوصًا القروية، ارتفاعًا في حالات التسمم بسبب هذه اللدغات، ما يجعل الوقاية والتأهيل المجتمعي أولوية صحية.
وقد افتُتح الأسبوع بيوم دراسي نظم بالمركز المغربي لمكافحة السموم واليقظة الدوائية في الرباط، بحضور وزير الصحة، الدكتور أمين التهراوي، إلى جانب خبراء ومسؤولين قطاعيين. تم خلال هذا اللقاء عرض الإنجازات التي حققها المغرب في مجال محاربة التسمم، مع التركيز على نتائج البرامج الوقائية والتنسيق بين مختلف الفاعلين في القطاعين العام والمجتمعي. كما شُدد على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية لتعزيز وعي الساكنة بخطورة التسممات الناتجة عن لدغات العقارب والثعابين.
وحسب إحصائيات المركز المغربي لمكافحة السموم، يتم تسجيل ما يقارب 25,000 لسعة عقرب و250 حالة لدغة ثعبان سنويًا، أغلبها في المناطق النائية. رغم هذا الرقم المرتفع، فقد تمكنت المملكة من تحقيق انخفاض ملموس في نسب الوفاة بفضل تبني بروتوكولات علاجية حديثة. يُشار إلى أن المغرب تخلّى منذ 2001 عن استخدام الأمصال المضادة للعقارب لضعف فعاليتها، واعتمد بدلًا منها خطة علاجية مبنية على التدخل السريع والمراقبة الطبية الدقيقة.
في المقابل، يتم علاج حالات لدغات الأفاعي باستخدام مصل مضاد للسم خاص بأنواع الأفاعي الموجودة في المملكة، حيث تُوفر الوزارة هذا المصل وتوزعه حسب حاجيات كل جهة. وتُظهر آخر الأرقام أن هذه السياسة ساهمت في خفض نسبة الوفاة من 7.2% إلى 1.9%، بينما تراجعت نسبة الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب من 2.37% إلى 0.14%، ما يُعد مؤشرا إيجابيا يُعزز نجاعة النموذج المغربي في هذا المجال.
ختامًا، دعت الوزارة المواطنين في المناطق المتضررة إلى اتخاذ إجراءات احترازية بسيطة مثل ارتداء الأحذية في الحقول، وتجنّب النوم على الأرض، وعدم العبث بالحجارة أو جذوع الأشجار. كما شددت على ضرورة الاتصال الفوري بالمركز المغربي لمكافحة السموم واليقظة الدوائية عبر رقم الطوارئ 0801000180. في حالة التعرّض للدغة، والابتعاد عن العلاجات التقليدية التي قد تزيد من تعقيد الحالة.