مواجهة البطالة والشباب الضائع-دعوة لنهضة وطنية شاملة

  • بتاريخ : 21/09/2024 - 6:55 مساءً
  • الإعلام الأخضر-مغرب الحضارة

    4.3 مليون عاطل عن العمل و بدون تعليم حسب تقرير

    في تقرير مثير جدا صدر في شهر مايو هذه السنة، يكشف فيه المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أن عدد العاطلين بدون عمل و تعليم يصل إلى 4.3 مليون. هذا اذا تم اعتماد السن بين 15 و 34 سنة. ما يطرح إشكالات، تتعلق بالاقصاء والشعور بالإحباط حسب التقرير، إلى جانب التفكير في الهجرة، الشئ الذي يهدد التماسك الاجتماعي”.

    كما أبرز ذات التقرير، ان معدل البطالة لدى الشباب في المغرب، بلغ 35 ٪ 2023.  و معدل الهدر المدرسي إلى 331 ألف حالة سنويا وهو “رقم مهول” حسب المجلس، الذي أجرى استطلاع الرأي. و أكد أن 78% من هؤلاء الشباب لا يعلمون بوجود برامج عمومية تستهدفهم، من أجل تحسين جودة حياتهم و اغلبها مبادرات ملكية أو مبادرات من المجتمع المدني موجهة لدعمهم. مثل (فرصة، برنامج أوراش- إنطلاقة- مدرسة الفرصة الثانية،  المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و برنامج المقاول الذاتي، التكوين بالتناوب.)

    60 مليار درهم سنويا كلفة برامج التنمية لفائة العاطلين الشباب

    هذا و بالإضافة إلى ذلك، ذكرت دراسة قامة بها جامعة ابن طفيل سنة 2019, أن الكلفة الإجمالية لهذه البرامج تتجاوز او تصل تقريبا إلى 60 مليار درهم سنويا على الدولة.

    مما يؤكد ضعف أو فشل خطط التواصل و التأطير التي تنفق عليها ميزانيات كبيرة تستفيد منها شركات و جمعيات عديدة لا حصر لها…!

    إن هذا الوضع الذي، لا يليق بالمملكة، لا يمكن التعاطي معه بالاقطاب الحزبية، التي تهدر الجهد و ترفع من العزوف.. ولا بالإثارة و الضجة الإعلامية التي تبحث عن البوز و تنشر اليأس، و لا “بالتشفي” و هي كلمة مغربية تجمع بين الاستهزاء و سعادة الانسان في شقاء اخيه.

    فذلك ليس من أخلاق و شيم المخلصين لوطنهم قبل كل شيء. و لا بالتنصل من المسؤولية وتحميلها للغير، فذلك من صفات العاجزين. ايضا و لا بالمقاربة الأمنية الصرفة التي تردع حتما، و لكنها لا تزيل الأسباب. و لا بالحماية الاجتماعية التقليدية التي لا تقي من الظاهرة ولا بتكرار البرامج السابقة التي ابانت عن محدودية آثارها.

    الجميع يتحمل المسؤوليه تجاه الوضع القائم 

    فنحن اليوم أمام وضع نتحمل فيه المسؤولية جميعا بدون استثناء !!!. وضع يؤدي إلى آفات مرضية قاتلة *كضعف الانتماء للوطن، و تراجع النشاط الاقتصادي،  بالإضافة إلى العبء الكبيرة على الدولة، و فتح الباب أمام تمدد المخابرات الأجنبية، و توغل منظمات الانحراف العقائدية و التطرف و الأرهاب، و تنامي شبكة المخدرات و الإجرام و الهجرة، والعزوف عن الزواج والتفكك الأسري …

    كلنا مسؤولين، * المدبرين أو المسؤولين السابقين و الحاليين*، لأننا و بكل بساطه انشغلنا عن أهم كنز يملكه الوطن الا و هو الإنسان.

    كلنا غفلنا عن ذلك، *المؤسسات و النخب و الأغنياء*، إلى أن اِنْساب الماء الى السفينة.

    كلنا صمتنا و تغاضينا و تركنا *الرعاة و التافهين* يبرمجون و يتحكمون بعقول الشباب.

    لا بد من إطلاق نهضة وطنية في أوساط الشباب لترسيخ الانتماء و القيم و تقويم السلوك وحفظ الكرامة ونشر الايجابية .

    نهضة تقودها الدولة برعاية جلالة الملك حفظك الله مدعومة بوفاء و تضحية كل المخلصين. من العاملين بالمؤسسات الرسمية و الغير رسمية و جميع القوى الحية في المجتمع.

    نهضة تنطلق، بدءا بالشأن الديني لنشر الالتزام و الاستقامة داخل المسجد و خارجه. و التعليم ليكون مفتاحا للتربية السليمة و السلمية، تمنع من الهدر، و تبني مستويات النبوغ، و الثقافة و الفن. لترسيخ الانتماء، و القيم مع تطوير الإبداع، و الإعلام لنشر الجدية و محاربة التفاهة و اليأس، والمجتمع المدني للمبادرة و التأطير.

    نهضة تهدف ثانيا إلى تعميم التكوين المهني المنتج ، و مضاعفة فرص الشغل. مع تحفيز الشركات الشبابية و حمايتها و تقوية السيادة الإنتاجية. و تثمين الثروات الطبيعية و تفضيل الشركات و المنتوجات الوطنية.

    نهضة تقوم على *الشفافية و الحكامة و الصرامة في تدبير البرامج الموجهة للشباب، من خلال اختيار أفضل المدبرين استقامة و كفاءة، بالإضافة إلى إحداث نظام رقابة يقظ و صارم.*

    لتحقيق ذلك و غيره، مما يبقي على الأمل و ينميه و يحاصر اليأس و يوظف الثروة الشبابية الوطنية. أظن أنه وجب إنشاء *مؤسسة وطنية للتمكين الشبابي بصندوق خاص بها، تحضى بالعناية الملكية كمؤسسة وطنية استراتيحية.*

    شبابنا أمانة على عاتقنا ، الكل مسؤول بدون استثناء. و الأوان لم يفت…!!!

    والخير أمام

    عزيز رباح بتصرف- السبت 21 شتنبر 2024