تشهد مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، أوضاعاً اجتماعية وإنسانية متدهورة تنذر بانفجار وشيك، في ظل استمرار المعاناة اليومية لآلاف اللاجئين الصحراويين. وتعيش هذه المخيمات، الواقعة تحت سيطرة جبهة “البوليساريو” والمدعومة مباشرة من الجزائر، عزلة كاملة عن العالم الخارجي. وسط شح في الموارد وغياب الخدمات الأساسية كالتعليم، والصحة، والماء الصالح للشرب.
التقارير الحقوقية الدولية تتوالى، وتوثّق الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان داخل هذه المخيمات، حيث يتم تقييد حرية التعبير، وقمع المعارضين، ومنع أي رقابة مستقلة أو وصول للمؤسسات الأممية. ويُتهم قادة “البوليساريو” بالتلاعب بالمساعدات الإنسانية وتحويلها لتعزيز هيمنتهم، في حين يعاني السكان من الفقر المدقع والحرمان المتواصل.
يعاني الشباب بشكل خاص من التهميش وفقدان الأمل في مستقبل كريم. نتيجة غياب فرص العمل أو التكوين. ما يجعلهم عرضة للتجنيد من قبل شبكات الجريمة المنظمة أو التنظيمات المتطرفة المنتشرة في منطقة الساحل. هذه العوامل مجتمعة تساهم في خلق بؤر توتر تنذر بزعزعة الاستقرار في المنطقة ككل.
ورغم التحذيرات المتكررة من منظمات دولية، تواصل الجزائر فرض وصايتها على هذه المخيمات. وتمنع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من إجراء إحصاء نزيه وشفاف يحدد عدد السكان واحتياجاتهم. هذا الوضع، إذا استمر، قد يؤدي إلى انفجارات اجتماعية حتمية، ما يستوجب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوضع حد لمعاناة هؤلاء اللاجئين. وإيجاد حل سياسي وإنساني دائم يكفل كرامتهم وحقوقهم الأساسية.