مع أن رمضان شهر الرحمة والعطاء، اعتاد فيه المسلمون عامة والمغاربة خاصة الاحتفاء به كضيف عزيز يجدون فيه مناسبة للتراحم والتزاور، وخلق عدة طقوس اجتماعية وعادات جعلت منه موسما للطهارة الروحية وتجديد الأواصر الاجتماعية، وفرصة لتجديد الطاقة الروحية وتقوية الإيمان.
إلا أنه يلاحظ تفاقم ظاهرة الترمضين بما يعرف من سلوكيات سلبية كالسبب والشتم وسرعة الانفعال، مما يُشكل خروجًا عن القيم التي يُفترض أن يُعززها الصيام، والتي الظواهر تتعارض مع روح الشهر التي تدعو إلى التراحم والصبر، حيث يُصبح الصائمون أقرب إلى الله عبر ضبط النفس وتغليب العقل على الغرائز. مما يطرح تساؤلات حول أسبابها ومحاولة فهمها.
فمن أبرز الأسباب التي تُفسر هذه الظاهرة، الضغوط الجسدية الناتجة عن الصيام، كجوع وعطش قد يؤثران على المزاج ويزيدان الحساسية تجاه المواقف اليومية. كما أن تغيير الروتين اليومي، كتأخير النوم أو تغيير مواعيد الوجبات، قد يُضعف القدرة على التحكم في الانفعالات. بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل النفسية دورًا، حيث قد يستغل البعض جو العبادة لتغطية سلوكيات خاطئة أو تفجير غضب مكبوت، مُعتبرين أن “الحسنات تمحو السيئات”.
من الناحية الدينية، تُعتبر هذه السلوكيات مخالفة لتعاليم الإسلام، فرمضان فرصة لتطهير النفس وتعزيز الصفات الحسنة، لا لتفجير الغضب أو الإساءة للآخرين. اجتماعيًا، تُضعف هذه الظواهر روح التآلف التي يُفترض أن يُعززها الشهر، وتُظهر نقصًا في فهم معنى العبادة الحقيقية التي تُبنى على الاعتدال والحكمة. فالغضب الزائد أو السباب يُفقد الصائم مزايا الصيام، كما يُضر بعلاقاته الاجتماعية ويُعيق تحقيق التغيير الإيجابي الذي يُسعى إليه.
لتجنب هذه السلبيات، يُنصح الصائمون بضبط النفس عبر تذكير النفس بأن رمضان شهر توبة وعفو، وأن الصبر على الأذى خير من الرد. كما يُوصى بتنظيم الوقت للنوم والاستراحة، وتجنب الأماكن أو المواقف التي تثير الانفعال، وممارسة التأمل أو قراءة القرآن لتعزيز السكينة. أيضًا، الالتزام بمواعيد الإفطار والسحور يُقلل من التأثيرات الجسدية السلبية. ومن المهم طلب المغفرة عند الوقوع في خطأ، واستغلال هذا الشهر لتصحيح السلوك وتعزيز القيم الإنسانية التي يُعتبر رمضان مناسبة لترسيخها.
هذا وتبقى معالجة الظاهرة مستمرة، في إطار معرفة من يتحمل هذه المسؤولية و من يتحملها ؟ هل الشارع ام الأسرة أم ألدولة ؟ ام جميعهم ؟؟؟
إرسال تعليق
يجب عليك تسجيل الدخول لكي تتمكن من إضافة تعليق.