أعلنت إيران، مساء الإثنين 23 يونيو 2025، عن تنفيذ هجوم صاروخي استهدف القاعدة الجوية الأمريكية “العديد” قرب الدوحة، ضمن ردّها على الضربات الأخيرة التي استهدفت منشآتها النووية.
وكشفت تقارير أولية أن الهجوم شمل على الأقل ستة صواريخ، استهدفت القاعدة التي تستضيف نحو 10 آلاف عسكري أمريكي ، وقد أُطلقت تحت اسم عملية “نعمة النصر” حسب الإعلام الإيراني .
استبقت قطر الهجوم بإغلاق مجالها الجوي بشكل فوري كإجراء وقائي لحماية المدنيين بعد ورود تهديدات إيرانية. وأكدت وزارة خارجية قطر أن الدفاعات الجوية تصدّت للصواريخ ونجحت في اعتراضها قبل الوصول لأهدافها، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء القطرية . وأوضحت عدة صحف عالمية أن إغلاق الأجواء تضمن تحويل الرحلات إلى مطارات بديلة حفاظاً على سلامة الركاب والطواقم .
أثار الإغلاق الجوي ردود فعل فورية من قبل شركات الطيران؛ حيث أوقفت أمريكانا إيرلاينز رحلاتها إلى قطر، و”يونايتد” علقت رحلاتها إلى دبي. كما ألغي أو أعيد توجيه رحلات ضخمة عبر مطارات خليجية وأوروبية، ما تسبب في اضطرابات كبيرة في خطوط الربط بين آسيا وأوروبا . وتحذيرات من مؤسسات السلامة الجوية تقول إن الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران تُشكل تهديداً مباشراً للطيران المدني .
سرعان ما توصّلت السفارتان الأمريكية والبريطانية في قطر بإرشادات للمواطنين بـ”البقاء في أماكنهم” بعد توجيه ضربات إيرانية . بدورها، استنكرت الدوحة بشدة الهجوم، مؤكدة حقها بالرد بما يتناسب وطبيعته . في الجانب الأمريكي، تعقد إدارة الرئيس ترامب اجتماعات طارئة لمناقشة التهديدات الأميركية المحتملة وتقييم حجم الرد المقبل ، فيما عبرت أطراف دولية مثل روسيا والصين عن قلقها ودعوتها للتهدئة.
يُعدّ هذا الهجوم الأوسع من نوعه ضد منشآت أمريكية منذ سنوات، ما يعكس احتمال تصاعد التوتر بشدة في الشرق الأوسط . مع تصعيد إسرائيلي في ضرب المنشآت الإيرانية، يبدو المشهد متدهوراً نحو مواجهة شاملة تشمل أطرافاً متعددة . يُنتظر أن يكون لتعطّل الملاحة الجوية انعكاسات على سوق النفط العالمية، خاصة إذا تواصل العقاب الاقتصادي عبر إغلاق مضيق هرمز، وهو محور أساسي لحركة النفط العالمية .
الهجوم الصاروخي الإيراني على “العديد” بقطر أعاد تأجيج التوتر في المنطقة، مكرّساً واقعاً خطيراً على الصعيدين الأمني والملاحي. خطوة قطر بإغلاق مجالها الجوي تؤشر إلى الأزمة العميقة التي تواجهها، في حين تتخذ واشنطن ولندن خطوات استباقية لحماية مواطنيهما. وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية، يبقى الهدف الآن هو تفادي الانزلاق نحو مواجهة عسكرية كاملة، في ظل تفاعل نخب ولجان دولية معقدة.
